من كان يصدق بعد أن حصلت مصر أكبر وأعرق دولة عربية وقلب العروبة النابض على صفر ، عندما تقدمت وتسابقت على استضافة وتنظيم كأس العالم لكرة القدم أو المونديال ، من كان يصدق أنه سيأتى اليوم الذى تستضيف فيه دولة عربية صغيرة المونديال وسط إشادة الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) وكل محبى وعشاق كرة القدم بتجهيزات وترتيبات قطر للمونديال وبحفل افتتاح البطولة الأكثر شهرة والأكثر جذبا للجماهير.
ومن كان يصدق قبل سنوات أن حفل افتتاح مونديال قطر سيحظى بحضور رفيع المستوي تمثل فى فخامة الرئيس السيسى وفخامة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وفخامة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وفخامة الرئيس الفلسطينى أبو مازن وعاهل الأردن الملك عبدالله وولى عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ونائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، رغم ما كان من سحابة صيف بين قطر وبعض أشقائها وجيرانها.
من أهم الدروس المستفادة لمونديال قطر:
- لا شيئ مستحيل اذا ما توافرت العزيمة ووضحت الرؤية
- الدرس الاهم لبعض الإعلاميين الذين اعتقدوا أن حب الوطن يكون بسب وقذف الآخرين والتشكيك فى قدراتهم وإمكانياتهم بل واستعداء المجتمع الدولى ضدهم .. الدرس يقول: الموضوعية رأس مال الإعلامى التى تضمن احترامه فى كل الأوقات.
وقائع يوم الافتتاح تؤكد الدرس الذى أوصانا به الحكماء أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون عدوك يوما ما، وأبغض عدوك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبك يوما ما.
من دروس مونديال قطر ووقائع حفل الافتتاح : فى السياسة لا صداقات أبدية ولا عداوات أبدية ، والمصالح تتصالح.
هذا بخلاف الدروس الكروية ، فالكرة تعطى من يخلص ومن يجتهد ومن يكافح ومن يسعى.
وكرة القدم تقول الرياضة مكسب وخسارة ولا مكسب مضمون أو يورث ولا الخسارة قدر مقدر.
وكرة القدم تؤكد أن الرياضة والأخلاق صنوان لا ينفصلان ، فالفائز يقول للمهزوم حظك سيء والمهزوم يقول للفائز مبروك.
وفى كرة القدم الاحترام بلا حدود لقضاة الملاعب أو الحكام ، فقراراتهم هى عنوان الحقيقة وتحترم من كل الأطراف.
يبقى أن أقول من حقى وواجبى كمواطن عربى أن أقول للأشقاء فى قطر ألف ألف مبروك المونديال الفاخر ، ومن حقى وواجبى كمواطن مصري عاشق ومحب وولهان أن أتمنى استضافة مصر ليس فقط للمونديال ، بل لدورة الألعاب الأولمبية.
-------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
